قطعت دولة الإمارات العربية المتحدة أشواطًا كبيرة في مجال البحث العلمي والتطوير، واستحقَّت موقعها كمركز للابتكار والاكتشافات المتطورة. فإن منظومتها البحثية المتكاملة والتي تضم جامعات ومراكز أبحاث وهيئات حكومية وحاضنات للابتكار تسمح لها بالسير قدمًا باتجاه تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، الذي يريد الدولة وجهة أولى للعلماء والباحثين والمبتكرين.

فمن أبرز الأمثلة على هذه الجهود ما تقوم به جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي التي تلعب دورًا محوريًا في تطوير أبحاث وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وما أعلنته جامعة الإمارات العربية المتحدة مؤخراً من أنها عززت مكانتها بشكل كبير كمؤسسة بحثية علمية رائدة من خلال نشر 2646 ورقة بحثية في عام 2023، وفقاً لقاعدة بيانات سكوبس، منها 1151 ورقة تتناول التحديات والحلول المرتبطة بتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. وقد كانت 11% من المنشورات في الهندسة، و8.3% في الطب، و8.8% في علوم الحاسوب، و7.4% في العلوم الاجتماعية، و6.5% في الفيزياء وعلم الفلك، و5.5% في مجالات الكيمياء الحيوية وعلم الوراثة والبيولوجيا الجزيئية.

وقد استثمرت دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل كبير في مجالات محددة مثل استكشاف الفضاء، والطاقة المتجددة، والرعاية الصحية، والذكاء الاصطناعي. كما أنها تشارك في الدبلوماسية العلمية، وتتعاون مع شركاء دوليين في مشاريع بحثية مشتركة. ومن خلال استضافة المؤتمرات وورش العمل والمنتديات العلمية، تعمل دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز الحوار وتبادل المعرفة بين الخبراء من خلفيات متنوعة.

وفي الختام، فإن الإنجازات الأخيرة التي حققتها دولة الإمارات في مجال البحث العلمي تؤكد التزامها بالتقدم القائم على المعرفة. ومع استمرارها في الاستثمار في التقنيات المتطورة والمساعي التعاونية، تقف الأمة على أهبة الاستعداد لتشكيل مستقبل العلوم على نطاق عالمي.