في عام 2021، طرحت دولة الإمارات مبادرتها الاستراتيجيّة صافي الصفر 2050، وهي مبادرة بقيمة 600 مليار درهم تهدف إلى توجيه الاستثمارات إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجدّدة على مدى الأعوام الثلاثين القادمة. وباعتبارها الدولة الخليجية الأولى التي تعهدت بتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، فقد قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة مثالاً رائداً تحتذي به دول عديدة حول العالم.
وفي نطاق هذه المبادرة، أصبح التركيز على التعليم المناخي أمرًا بالغ الأهمية، إذ من شأن التربية تنوير المتعلمين حول أسباب تغير المناخ وتداعياته، وتزويدهم بالقدرة على التعامل مع آثاره وتمكينهم من تصميم تدابير تعزز أنماط حياة أكثر استدامة. ويمتد التعليم بشأن التغير المناخي إلى ما هو أبعد من مجرد المعرفة بتغير المناخ، إذ يشجع على الفهم العميق للاستراتيجيات الرامية إلى التصدي لتحديات المناخ وإلهام تنفيذها العملي.
ومؤخراً، كشف اتحاد تعليمي بارز في الإمارات العربية المتحدة عن خطط لافتتاح مدرسة تحقق الصفر الصافي في مدينة مصدر، أبوظبي، في سبتمبر المقبل. وتهدف هذه المؤسسة التعليمية المبتكرة إلى إنتاج كمية من الطاقة توازي ما تستهلكه، والمساهمة بشكل فعال في تقليل بصمتها الكربونية بما يتماشى مع المبادرات الخضراء لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وسيحتوي الحرم المدرسي مجموعة واسعة من الألواح الشمسية تمتد على مساحة 9500 متر مربع، ومن المتوقع أن تنتج طاقة سنوية تبلغ 3.1 مليون كيلووات. ولن تقوم هذه الألواح بتزويد المدرسة بالطاقة فحسب، بل ستخدم أيضًا غرضًا مزدوجًا من خلال توفير الظل للسقف وموقف السيارات والممرات. بالإضافة إلى ذلك، فإن العناصر الإستراتيجية مثل العزل الحراري للمدرسة واتجاه المبنى بالنسبة للشمس ستؤدي مجتمعة إلى انخفاض سنوي في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 1154 طنًا. وتتجاوز المدرسة الجوانب الهيكلية لتجسد الاستدامة في جوانب أخرى مهمة، بدءًا من اختيار المنتجات الصديقة للبيئة في مباني المدرسة والمقاهي والمقاصف وحتى تعيين الموظفين مع التركيز الشديد على قدرتهم على نقل المعرفة حول تغير المناخ والاستدامة.
إنها تجسيد مثالي لسياسة الإمارات الشاملة والمتكاملة في موضوع الاستدامة البيئية.