تعمل إمارة رأس الخيمة بجدّ وتصميم على تطوير بنيتها التحتيّة السياحيّة وترسيخ مكانتها كوجهة عالميّة المستوى للمسافرين بغرض الترفيه والأعمال. ففي عام 2022، تمّ تصنيفها كواحدة من أفضل الأماكن في العالم من قبل مجلّة “تايم”، كما أُدرجت ضمن لائحة أفضل الوجهات للزيارة في “سي إن إن ترافل” في عام 2023. لكنّ قيادة رأس الخيمة واعية لضرورة التخفيف من الآثار البيئيّة السلبيّة لنموّ السياحة المتسارع، مع الاستمرار في احتضان الإيجابيات التي يقدّمها، وخاصة أنّ المسافرين باتوا يهتمّون بالتأكّد من استدامة وجهاتهم، ويطلبون تأكيدات وضمانات علميّة موثوقة على ذلك.
في الواقع، تهدف رأس الخيمة إلى أن تغدو رائدة السياحة المستدامة في دولة الإمارات العربيّة المتحدة والمنطقة بحلول عام 2025. وقد أصبحت مؤخّرًا أوّل وجهة في الشرق الأوسط تحصل على الشهادة الفضّيّة من برنامج “إرث تشيك” للوجهات المستدامة، وهو برنامج للمعايير والاعتماد، خاصّ بالوجهات السياحية. ويعتبر هذا الاعتراف مهمًّا نظرًا للتحدّيات التي يفرضها المناخ في المنطقة، والتي تتطلّب اتّباع نهج أكثر قوّة لإدارة استهلاك الطاقة والمياه لتلبية متطلّبات “إرث تشيك” الصارمة.
تتضمّن عمليّة الاعتماد مراقبة دقيقة وقياساً للأداء عبر 10 مؤشّرات للاستدامة هي: انبعاثات الغازات الدفيئة؛ حماية جودة الهواء، والتحكم في الضوضاء، والتلوث الضوئي؛ إدارة موارد المياه العذبة؛ إدارة مياه الصرف الصحي والجداول؛ حماية النظام البيئي وإدارته؛ تخطيط استخدام الأراضي؛ النقل؛ ادارة النفايات الصلبة؛ إدارة المواد الضارة بالبيئة؛ الإدارة الثقافية والاجتماعية؛ الإدارة الاقتصادية.
هذا وقد أطلقت هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة برنامجها الخاصّ لإصدار شهادات الاستدامة للشركات السياحية تحت اسم “رأس الخيمة المسؤولة”. وقد انضمّ أكثر من 20 مؤسّسة سياحيّة إلى البرنامج حتى اليوم. ويتم تشغيل “رأس الخيمة المسؤولة” بواسطة وبيانات “إرث تشيك”، مما يضمن قيام الشركات بقياس تأثيرها البيئي واتّخاذ إجراءات حقيقية للتحوّل إلى الاستدامة والالتزام بها.