لا تخلو أي من لوائح الدول الأكثر سعادة في العالم من اسم دولة الإمارات العربية المتحدة. ولا يصدر تقرير عن جودة الحياة في العالم العربي إلا وتكون الإمارات في صدارته. فقد جعلت الحكومة الإماراتية من السعادة محوراً عابراً للقطاعات في سياساتها وكانت السباقة في إنشاء وزارة للسعادة، ثم أطلقت البرنامج الوطني للسعادة وجودة الحياة. وقد نفذ البرنامج مبادرات عدة منها مدرسة الحياة التي تعزز المهارات الحياتية لدى الأفراد في المجتمع، وحملة عبر الإنترنت للدعم النفسي لجميع المقيمين في الإمارات لمساعدتهم على التغلب على الأثر النفسي الناتج عن جائحة كورونا، ودليل إرشادي يساعد المنظمات الحكومية وغير الهادفة للربح والخاصة على تعزيز السعادة والرفاهية في مكان العمل، بالإضافة إلى تعميم اعتماد العلامات الغذائية لتعزيز نمط الحياة الصحي في دولة الإمارات العربية المتحدة.
كما تشمل سياسة السعادة أيضاً تعيين رؤساء تنفيذيين للسعادة وجودة الحياة في جميع الجهات الحكومية، وإنشاء مجالس للسعادة وجودة الحياة في الهيئات الاتحادية، وتخصيص وقت للبرامج والأنشطة المتعلقة بالسعادة في الحكومة الاتحادية، وإنشاء مكاتب لها، وتحويل مراكز خدمة العملاء إلى مراكز سعادة المتعاملين.
من شأن هذه المبادرات أن تساعد الحكومة في تقييم أثر خدماتها ومشاريعها من زاوية رضى المواطنين والمقيمين، وأن تزيد جاذبية الإمارات للمواهب العالمية وللباحثين عن مكان تجتمع فيه الفرص الاقتصادية الاستثنائية مع جودة حياة مثالية.
ولا بد من الاعتراف أن هذه الجهود قد آتت ثمارها! فمنذ نشر تقرير السعادة العالمي الأول في عام 2012، حجزت الإمارات لنفسها مقعداً دائماً بين الدول الأكثر سعادة فلم تخرج يوماً من لائحة الدول الـ25 الأكثر سعادة، وهي تحل سنويًّا أولى في المنطقة من حيث جودة الحياة ورضى المقيمين.