كان الهدف من المركبة الإماراتية “راشد 1” استكشاف منطقة مجهولة حتى الآن من سطح القمر. ولكن أثناء محاولتها الهبوط في أبريل الماضي، تحطمت المركبة الفضائية اليابانية الصنع والإدارة والتي تحمل “راشد”، على سطح القمر، وذلك بسبب خطأ في احتساب الارتفاع أدى إلى استنفاد احتياطي الوقود في المركبة الفضائية. على الرغم من هذه الخسارة التي تكبدتها علماً أنها ليست مسؤولة عنها، فقد كشفت الإمارات عن خططها لمتابعة مهماتها القمرية مع بناء “راشد 2”. وقد أعلن ذلك رسميًا الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة حاكم دبي، خلال زيارة إلى مركز محمد بن راشد للفضاء.

إن التزام دولة الإمارات العربية المتحدة الدؤوب بتطوير استكشاف القمر أمر ملهم للغاية. فلقد ظهر الطاقم المصمم الذي عمل بلا كلل لأكثر من خمس سنوات لبناء مركبة “راشد 1” التي يبلغ وزنها 10 كيلوغرامات، تفانيًا وتحملًا مذهلين على الرغم من العقبات. كما يظهر الكشف عن “راشد 2” عزم دولة الإمارات العربية المتحدة الراسخ على متابعة العمل حتى تحقيق أهدافها. لذا تتوجه الأنظار منذ الآن إلى الاكتشافات والإنجازات الجديدة التي ستحققها “راشد 2” من حيث الإسهام في استكشاف الفضاء، ومن حيث إلهام الأجيال القادمة وشحذ هممهم للتصدي لمشكلات الكون وألغازه بالعلم والإرادة.

هذا ولدولة الإمارات العربية المتحدة سجل حافل في استكشاف الفضاء وهي قد حققت العديد من الإنجازات في هذا المجال. فبالإضافة إلى مهمات القمر، من المفيد التذكير بأن الإمارات أرسلت رائد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية وأطلقت قمرًا صناعيًا في المدار، كما أطلقت مسبار الأمل الذي نجح بدخول مدار المريخ، أو الكوكب الأحمر، في فبراير 2021. تُظهر هذه الإنجازات التزام دولة الإمارات بتعزيز معرفتنا بالفضاء وإصرارها على أن تحل بين الدول الرائدة في المجال، والمستقبل كفيل بإثبات قدرتها على ذلك.