اخبار

دُبي كعلاج لإدمان الشاشات

لعلَّ أبرز التحدِّيات التي يواجهها الإنسان المعاصر في مختلف دول العالم، ولا سيّما في البلدان المتطوّرة، هو الحفاظ على صحّته النفسيّة مع تكاثر الضغوط التي تحيط بحياتنا الحديثة. ويُعدّ إدمان الشاشات ووسائل التواصل الاجتماعي مصدر ضغط نفسيٍّ مقلقاً نظراً لشيوعه ومضاره وتأثيره على الناشئة. وينصح الخبراء بالتصدّي لهذا الإدمان من خلال الانخراط في أنشطة خارجيّة كالرياضة والممارسات الثقافيّة والاجتماعيّة، بالتوازي مع تحديد ساعات أو أمكنة خالية من الأجهزة الإلكترونيّة.

ومؤخّراً، أصدرت “InsureMyTrip”  تقريرها عن أكثر المدن انخراطاً في التشجيع على التخلّص من هذا الإدمان، وحلّت دُبي في المرتبة الثامنة عالميًّا نظرًا لكثرة الأنشطة التي تقدّمها لزوّارها بعيداً عن الحواسيب والشاشات. في الواقع، تعمل دُبي على أن تصبح مدينة رفيقة بالصحّة النفسيّة، وعاصمة للاسترخاء والتمتُّع بالحياة بمثل ما هي عاصمة للاستثمار والابتكار والعمل الحثيث.

فمن الحدائق والمنتزهات، مروراً بالمعارض والمتاحف والمنتجعات ومراكز التسوّق والرحلات في الصحراء، وصولاً إلى المهرجانات والرياضات على أنواعها، تقدّم دبي مروحة واسعة من الأنشطة التي تناسب جميع الأعمار والأذواق بما يُنسي السائحين النظر إلى شاشاتهم، ويساعد على الوقاية من إدمان التكنولوجيا وما يتسبب به من مشكلات نفسيّة وسلوكية، كالعزلة، والاكتئاب، واضطرابات التغذية، واضطرابات التركيز والثقة بالنفس وسواها.

وغالباً ما ينصح الخبراء باتخاذ إجراءات محدّدة للوقاية من الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي وسواها من التطبيقات المسبّبة للإدمان. أبرز هذه الإجراءات: حصر استخدام هذه الوسائل بساعة محدّدة من النهار، واستخدام الذاكرة الذهنية عوضاً عن ذاكرة الهاتف للمواعيد، والحرص على الاستمتاع الحسي بالأنشطة وقت ممارستها عوضا عن الاهتمام بالحديث عنها على وسائل التواصل، ووضع الهاتف في مكان بعيد أثناء اللقاءات العائلية والاجتماعية.

والجدير بالذكر أن أكثر المدن تشجيعاً على التحرّر من إدمان الشاشات هي تلك الغنية بتراثها ومعالمها وحياتها الاجتماعيّة ومن بينها، إضافة إلى دبي، براغ وروما ولشبونة ومراكش ومدريد وستوكهولم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *