من الصعب جدًا أن يختصر المرء الإنجازات التي حقّقها صاحب السموّ الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة وحاكم دبي خلال السنوات السبعة عشرة التي تولّى خلالها مسؤولية مجلس الوزراء والحكومة الاتحادية. فقد شهدت هذه المرحلة العديد من الإنجازات والتغييرات الجذرية التي متّنت الاقتصاد الوطني والخدمات الحكومية وطوّرت البنى التحتية ومجمل القطاعات، من الصحة والإسكان وصولاً إلى العلوم والفضاء. إلّا أنّ نظرة ولو سريعة قد تعطينا فكرة عن رؤيويّة صاحب السمو وعن الشوط الطويل الذي قطعته الدولة بفضله.

لقد أرسى الشيخ محمّد أسلوب عمل قائماً على الكفاءة والسرعة والجودة، فاتخذ مجلس الوزراء بقيادته عشرة آلاف قرار خلال 440 جلسة وأصدر أكثر 4000 تشريع في القطاعات كافّة. وقد كان لهذه السياسة أثر دامغ على الاقتصاد اذ ارتفع الناتج المحلي الإجمالي من 815 مليار درهم إلى 1862 مليار درهم، وارتفعت التجارة الخارجية من 415 إلى 2200 مليار درهم. من جهة ثانية، واجتذبت الإمارات أكثر من 734 مليار درهم من الاستثمارات، إذ هي الأولى في المنطقة على صعيد الجاذبية الاستثمارية وسهولة ممارسة الأعمال. وكان أن تصدرت العالم بـ 186 مؤشراً عالمياً والمنطقة في 430 مؤشرًا إقليميًا. من جهة ثانية، ازدادت الميزانية الحكومية بأكثر من 140 في المائة، وأضحت حكومة الإمارات الحكومة الأكثر فاعلية في الإنفاق العام والأكثر كفاءة مالياً على مستوى العالم، وانخرطت بقوة في التحول الرقمي حيث باتت تؤمن أكثر من 1500 خدمة ذكية.

وفي حين يبدو مستحيلاً تعداد إنجازات الحكومة على الصعد التربوية والثقافية والعلمية، قد يكون من المفيد التذكير على سبيل المثال لا الحصر بالصعود الصاروخي الذي حققته الإمارات في مجال الفضاء. فقد بنت قطاعاً متكاملاً بإجمالي استثمارات بلغ 36 مليار درهم، ونجحت بأن أرسلت أول رواد فضاء عرباً إلى محطة الفضاء الدولية، كما نجحت بإرسال مسبار الأمل إلى المريخ، علما أن المركبة راشد تستعد للهبوط على سطح القمر في الخامس والعشرين من أبريل الجاري.

هذا غيض من فيض نجاحات محمد بن راشد، وبعض من بصماته الدامغة على بلدنا الحبيب.