تحت رعاية سموّ الشيخ مكتوم بن محمّد راشد آل مكتوم، اجتمع ممثّلو قطاع الطاقة والمهتمّون به، من مستثمرين ومبتكرين، مرّة أخرى للتداول بأهمّ الاتّجاهات والتحدّيات المستقبلية، ولبناء الشراكات الجديدة وزيادة معرفة الجمهور العريض بقضايا أساسية كالانتقال الطاقوي والبدائل المتجدّدة والنظيفة عن الوقود الأحفوري، وآخر الابتكارات القطاعيّة وسواها. ولا شكّ في أن أزمة الطاقة العالمية المترتّبة على النزاع الروسي الأوكراني، من جهة، والتفاقم السريع لنتائج تغيّر المناخ من جهة أخرى، قد أسهمتا في الإضاءة على محورية هذه القضايا وفي تعزيز جهود البحث عن البدائل القادرة على تسريع وتيرة الانتقال الطاقوي.
ففي نسخته الثامنة والأربعين التي انعقدت في مركز دبي التجاري العالمي بين 7 و9 مارس الجاري، جمع معرض الشرق الأوسط للطاقة المشترين والبائعين من جميع أنحاء العالم، من أجل استكشاف أحدث التطورات في منتجات وحلول الطاقة والتفكير في حلول الطاقة البديلة التي ستساعد في بناء أنظمة أكثر كفاءة وفعالية واستدامة. وتعدّ هذه النسخة من المعرض الأفضل في تاريخه، فقد سجّلت نموًا كبيرًا في عدد الزوار والأجنحة الوطنية والمورّدين المشاركين وفي عدد الممثلين عن البلدان المشاركة. فعلى سبيل المثال، سجّل الجناح الفرنسي زيادة بنسبة 154 في المائة في عدد الشركات العارضة مقارنة بالعام الماضي، وتضاعف عدد الشركات المشاركة في الجناح التركي وصولاً إلى 88 شركة. أما الصين، فقد ارتفع العارضون في الجناح الخاص بها من 37 في عام 2022 إلى 200!
كما شهد المعرض عدداً من الندوات ذات الأهمّيّة الاستراتيجية، ركّزت على أحدث التقنيات بما فيها المولّدات الاحتياطية والطاقة الحرجة ونقل الطاقة وتوزيعها واستهلاكها وإدارتها والحلول الذكية ومصادر الطاقة المتجدّدة والطاقة النظيفة والتحوّل الرقمي والمدن الذكيّة وسواها الكثير.
باختصار، لقد فاق نجاح الدورة الثامنة والأربعين للمعرض توقّعات منظّميه، ونأمل أن يسهم في تسهيل إسهام الطاقة بالتنمية في منطقتنا، وفي بناء مستقبل من الرفاه والاستدامة والابتكار لشعوبها وللعالم أجمع.