أطلق اللوفر أبوظبي بالشراكة مع المكتبة الوطنيّة الفرنسيّة، ومؤسّسة متاحف فرنسا، معرضًا استثنائياً سيستمرّ حتى يناير المقبل وهو بعنوان «حروف من نور»، وموضوعه النصوص المقدّسة  في الأديان التوحيديّة الثلاثة: اليهوديّة والمسيحيّة والإسلام. فهو يسلّط الضوء على السياق التاريخي الذي ظهرت فيه الكتب المقدسة، وعلى أساليب تناقلها على مرّ السنين، وعلى الدور الأساسي الذي لعبته في تاريخ الفكر والفن في العالم أجمع.

يضمّ المعرض أكثر من 240 عملاً فنياً، منها بعض من أهمّ المخطوطات القرآنيّة والإنجيليّة والتوراتيّة وأجملها، إضافة إلى مقتنيات فنّيّة مختارة من مجموعات المكتبة الوطنية الفرنسيّة، ومتحف اللوفر في باريس، ومتحف اللوفر أبوظبي.

ولا ينحصر المعرض بفنّ دون آخر، بل يأخذ زوّاره في رحلة بين الفنون المختلفة كالتصوير الفوتوغرافي، والمنسوجات، واللوحات على أنواعها، والأعمال الثلاثيّة الأبعاد، فقد أراد منظّمو المعرض أن تشكّل الأعمال المعروضة مساحة للتأمّل في التفاعل الدقيق والخلّاق ببين التراثات الدينيّة التوحيديّة.

ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ “حروف من نور” يضمّ معروضات فريدة منها نسخة سوفينيي من الكتاب المقدس، ولوحة العذراء والطفل للفنان جيوفاني بيليني، ومفتاح الكعبة، وسواها الكثير. ولا يهمل المعرض علم الآثار، فهو يضمّ بعضاً من مخطوطات البحر الميت ذات الشهرة العالمية، والتي تعدّ أقدم المخطوطات المعروفة للكتاب المقدّس، إضافة إلى اكتشافات أثريّة مهمّة من دولة الإمارات العربية المتحدة منها مصباح برونزي من دير مسيحي في جزيرة الصينية بالقرب من أم القيوين، وشاهد قبر يحمل نقشًا عبريًا تم العثور عليه في رأس الخيمة، وهو مصنوع من الحجر الجيري الأسود، ويعود تاريخه إلى ما بين 1507 و1650، ويظهر الوجود اليهودي في الإمارات العربية المتحدة، التي كانت في ذلك الوقت تحت الحكم البرتغالي.

باختصار، تستمر أبوظبي في حمل لواء الأخوة الإنسانية مبرهنة أنّها عاصمة للتلاقي والتسامح والثقافة.