قبل جائحة “كوفيد-19″، كان قطاع السياحة والسفر أحد أهم القطاعات في الاقتصاد العالمي، إذ بلغت حصته من الناتج المحلي الإجمالي العالمي 10 بالمائة، وضم أكثر من 320 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم. إلا أن الوباء تسبب بتراجع هائل في القطاع، تبعته عودة ملموسة ولكنها جزئية خلال العام 2022. ومن المتوقع أن يكون عام 2023 عام التعافي الكامل، مع نمو بنسبة 30 بالمائة، بما يتجاوز مستويات 2019.
ويبدو أن دبي المشهورة بمرونتها، ستحتل المرتبة الأولى في سباق التعافي. ففي النصف الأول من عام 2023، استقبل قطاع السياحة في دبي 8.55 مليون زائر أجنبي – أي بزيادة نسبتها 20٪ على أساس سنوي – متجاوزًا مستويات ما قبل الوباء البالغة 8.36 مليون في النصف الأول من عام 2019.
أما عن جنسيات الوافدين، فبالإمكان القول إن أوروبا الغربية برزت كمساهم كبير في قطاع السياحة في دبي خلال النصف الأول من عام 2023، حيث استحوذت على 20٪ من إجمالي السياح الدوليين. في حين استحوذ مجلس التعاون الخليجي، وكذلك مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على 28 في المائة. أما منطقة جنوب آسيا فقد استحوذت على 17٪ من إجمالي السياح إلى دبي، بينما شكلت روسيا ورابطة الدول المستقلة وأوروبا الشرقية النسبة المتبقية البالغة 14٪.
هذا هو أفضل أداء نصف-سنوي في تاريخ المدينة، ومن شأنه أن يعزز هدف الإمارة المتمثل في تصنيفها بين أفضل ثلاث مدن في العالم، على النحو المبين في أجندة دبي الاقتصادية 2033. فباعتبارها الوجهة السياحية الأسرع تعافياً في العالم، تخطو دبي خطوات جبارة باتجاه تعزيز مكانتها كواحدة من أفضل الاقتصادات الحضرية والوجهات السياحية في العالم.