تعد القمة العالمية للحكومات، بحسب التعريف الحرفي الوارد على موقع وزارة شؤون مجلس الوزراء في الإمارات العربية المتحدة، “أكبر تجمع حكومي سنوي عالمي، يعمل كمنصة دولية تهدف إلى الارتقاء بمستقبل الحكومات وتمكينها من تحقيق التفوق والريادة. تجمع القمة الحكومية قيادات الحكومات والفكر وصانعي السياسات والقطاع الخاص لمناقشة سبل تطوير مستقبل الحكومات بناءً على أحدث التطورات والاتجاهات المستقبلية”. وقد أصبحت هذه القمة، في وقت قياسي، ملتقى لأبرز الخبراء والمسؤولين في المجال الحكومي والادارة الحكومية، وعاصمة للشراكات الاستراتيجية الكبرى وموعداً منتظرًا لتشارك المعارف وعرض الأفكار المستقبلية الجريئة والخلاقة في كل ما يخص الإدارة الحكومية.
لا شك أن وراء نجاح هذه المبادرة مجموعة متكاملة من الأسباب والعوامل، إلا أنَّنا سنتوقف عند واحد منها يبدو لنا ذا أهمية خاصة تجعله جديراً بإضاءة خاصة هي الأخرى، ألا وهو إيفاء الإمارات العربية المتحدة بالوعود والتعهدات والتوصيات التي تطلقها في هذه القمم، مهما بلغت جسارتها وصعوبتها.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، افتتح متحف المستقبل في هامش القمة الأخيرة، الأمر الذي أتى تنفيذا للتوجيهات السابقة. يشكل متحف المستقبل معجزة هندسية بالمعنى الكامل للكلمة، ولكنه أكثر من ذلك. إنّه التجسيد الحي لإرادة الإمارات التوفيق بين الأصالة الثقافية والحداثة التكنولوجية. ببنائها هذا المتحف، لا تبهر العالم الإمارات مرة أخرى وحسب، بل هي ترفع منصة ثابتة لدخول العالم العربي بقوة وثقة في صناعة المستقبل.
لقد سلكت القمة الحكومية، نتيجة نجاحاتها المتتالية، سبيل الإنجاز الى أن تكرست دوليا كقمة تطوير العمل الحكومي وترشيده. إلا أن الإنجاز لا يعني التوقف عن التحسين والمراجعة والتطوير، لذا يعالج المعنيون الثغرات والهفوات النادرة التي قد تعكّر الجو العام أو تحرف الصورة المرجوة الى حيثما تظلم، إذ لا يجوز أن تشوب سمعة الإمارات المعروفة بحرصها على أعلى معايير الاحترافية وحسن التنظيم والتحضير والتنفيذ أي شائبة، مهما صغرت.
تأتي القمة الحكومية لتؤكد كما دوما أن الإمارات قادرة ومتمكنة وجاهزة لا فقط في التنظيم الصوري، بل أيضا بقدراتها على الاستجابة السريعة في التنفيذ والوفاء بالوعود.
بذا تتابع الإمارات رحلتها الرائدة، فاتحة أمام العرب والعالم أبواب المستقبل.