للفلسفة في العالم العربي تاريخ عريق يرقى إلى ترجمة الفلاسفة الإغريق القدماء، ويمر بفلاسفة العصور الوسطى الكبار، ولا ينتهي بالمؤلفات المعاصرة التي تتناول مسائل التراث والحداثة والدولة والعقل والإيمان وسواها من القضايا الفكرية الكبرى. وقد ارتأت الفجيرة أن تغدو عاصمة معاصرة للفكر الفلسفي العربي فأنشأت مؤسسة ثقافية فريدة تهدف إلى إحياء التفكير النقدي والوعي الفلسفي في العالم العربي، وهي “بيت الفلسفة”. وقد حرصت عن أن يكون البيت لائقاً بمقام الفلسفة فجهزته بالمراجع والقاعات والتقنيات اللازمة ليبلغ إشعاعه أبعد مدى.
تعد هذه المبادرة الأولى من نوعها على مستوى الخليج والوطن العربي، وتهدف إلى نشر القيم الأخلاقية والجمالية والتنوير والتسامح، وخلق نخبة ثقافية تفكر بعقلانية في واقعها.
تهدف منشورات بيت الفلسفة إلى زيادة الوعي الفلسفي بين الجمهور وتعريفهم بالتيارات الفلسفية الكبرى وبأعلام الفلسفة في الوطن العربي والعالم. وينظم بيت الفلسفة أيضًا محاضرات وورش عمل حول مواضيع وقضايا فلسفية مختلفة. هذه الأحداث مفتوحة لأي شخص مهتم بالفلسفة ويريد معرفة المزيد عنها، كما أنها فرصة للحوار والنقاش بين وجهات النظر والآراء المختلفة.
هذا ويستضيف بيت الفلسفة فلاسفة ومفكرين من دول وخلفيات مختلفة. هؤلاء الضيوف مدعوون لتبادل وجهات نظرهم وآرائهم حول مختلف الموضوعات الفلسفية والتفاعل مع الجمهور.
بيت الفلسفة في الفجيرة مشروع فريد وطموح من شأنه أن يبني الجسور بين التقاليد الفلسفية الشرقية والغربية وينشر الفكر النقدي المبدع. إنه تأكيد حي على وعي الفجيرة لأهمية العلوم الإنسانية في تكوين الثقافة المعاصرة، ولحاجة المجتمعات العربية إلى الحكمة والتسامح الفلسفيين لمواجهة تحديات عالم اليوم بعقلانية وابتكار وانفتاح.