يعد شهر يوليو المنصرم الشهر الأكثر حرارة الذي شهدته الأرض منذ بدء توثيق درجات الحرارة. وقد شكّلت موجات الحر التي ضربت مناطق واسعة من نصف الكرة الأرضية الشمالي – ولا سيما أوروبا والشرق الأوسط – جرس إنذار لضرورة تسريع الجهود الرامية إلى التصدي لتغير المناخ. ولا بد من التذكير هنا بأن أبو ظبي تبذل جهودًا كبيرة في هذا الاتجاه وهي ملتزمة بالتعاون الإقليمي والدولي الهادف إلى إيجاد حلول مناخية عملية وخلق نمو اقتصادي مستدام، بما في ذلك اتخاذ إجراءات لتحقيق أهداف اتفاقية باريس. تهدف استراتيجية أبوظبي للتغير المناخي إلى خفض انبعاثات الكربون في الإمارة بنسبة 22٪ بحلول عام 2027 – أي ما يعادل تحييد 500 مليون شجرة على مدى 10 سنوات – لدعم المبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة الهادفة إلى تحقيق صافي الصفر بحلول عام 2050. ستعمل الاستراتيجية أيضًا على تعزيز المرونة في مواجهة تغير المناخ وترشيق القطاعات الرئيسة لجعل أبوظبي واحدة من أكثر الأماكن مقاومة لتغير المناخ في المنطقة. ولتحقيق أهدافها، ستنفذ استراتيجية أبوظبي لتغير المناخ 81 مبادرة و12 مشروعًا استراتيجيًا رئيسًا.
هذا وقد أعلنت “أدنوك” عن خطة لتقريب تحقيق هدف إزالة الكربون من 2020 إلى عام 2045 وتحقيق صفر انبعاثات غاز الميثان بحلول عام 2030. ستقود أدنوك النمو العالمي للطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر من خلال حصتها في مصدر، والتي تستهدف محفظة تزيد عن 100 جيجاوات من الطاقة المتجددة وإنتاج مليون طن من الهيدروجين الأخضر بحلول عام 2030. كما تتضمن خطة أدنوك لإزالة الكربون مشروعًا واسع النطاق بقيمة 3.8 مليار دولار يربط عملياتها البحرية بقدرة الشبكة النظيفة. مما سيقلل من انبعاثات الكربون البحرية بنسبة تصل إلى 50 في المائة. ويتضمن أيضًا بناء مصنع لإنتاج الأمونيا منخفض الكربون بمليون طن سنويًا لمساعدة عملاء الشركة على إزالة الكربون. كما أعلنت “أدنوك” أنها بدأت بناء أول محطة للتزود بالوقود الهيدروجين عالية السرعة في الشرق الأوسط. تقع المحطة في مدينة مصدر، وستنتج هيدروجينًا نظيفًا من الماء، باستخدام محلل كهربائي مدعوم بشبكة كهرباء نظيفة. كما دخلت الشركة في شراكة مع القطاع الخاص لاختبار المحطة باستخدام أسطول من المركبات النظيفة التي تعمل بالهيدروجين.
عشية استضافة دولة الإمارات العربية المتحدة “كوب 28″، أكبر منتدى للمناخ في العالم في نوفمبر وديسمبر 2023، تثبت أبو ظبي أنها ستقود بكفاءة وتميز جهود العمل المناخي في المنطقة.