تتحضّر مدراس الإمارات لعام دراسي جديد يبدأ نهاية أغسطس الجاري، بعد عطلة الصيف، ولبعض الطلبة، بعد فترة طويلة نسبية من التعلم عن بعد أو التعلم المدمج. وسيكون إدماج إجراءات الوقاية من فيروس كورونا في يوميات الطلبة والحرص على تقبّلهم إيّاها بشكل إيجابي من أبرز التحدّيات.

وتتّجه الأنظار بشكل أساسي إلى الأطفال الذين يرتادون المدرسة للمرة الأولى، والذين تتزامن في حالتهم مشاعر التهيّب والقلق المتعلّقة بالمدرسة بوصفها مكاناً جديداً ذا قواعد لم يألفوها، مع الضغط الإضافي الذي ترتّبه إجراءات الوقاية، كالتباعد الجسدي، وارتداء الأقنعة، وغسل الأيدي المتكرر والقيود المستجدّة على استعمال الألعاب والأدوات وسواها…

لكن لا داعي للقلق. فمدارس الإمارات فسيحة ومتطوّرة، ممّا سيسمح باحترام التباعد الجسدي بدون صعوبة، كما ستكون هذه العودة إلى التعلم الحضوري فرصة لتأكيد ثقافة الابتكار التربوي، إذ إنّ مدارس إماراتيّة كثيرة أعادة تصميم قاعات التدريس والأنشطة مستخدمة التكنولوجيا ومرسية أسلوب حياة مدرسية جديداً.

وكانت وزارة التربية والتعليم أصدرت “وثيقة تشغيل المنشآت التعليمية في أثناء الجائحة: البروتوكولات والإجراءات”، ويعود إصدارها السابع إلى 19 أغسطس الجاري، وفيها تفصيل للإجراءات الاحترازية التي ينبغي أن تتبعها المنشآت التعليمية في الدولة بغية تأمين بيئة تعليمية آمنة وصحية ومحفّزة للتعلّم أثناء جائحة كوفيد 19.

وتضع الوثيقة المذكورة آليات مفصّلة للوقاية من مختلف سيناريوهات انتشار الفيروس وأبرزها: انتشار الفيروس بين الطلبة في الفصول الدراسية والمناطق المشتركة؛ انتشار الفيروس من خلال التجمعات الكبيرة في الأماكن الضيقة، كالمقصف ومناطق التقييم ونقاط الدخول والخروج؛ انتشار الفيروس بين العاملين المتواجدين في غرف مشتركة لفترات زمنية طويلة؛ تعرّض المعلمين والطلبة ذوي الحالات الخاصّة (الحالات الطبية المزمنة والمعلّمات الحوامل) للفيروس؛ انتقال الفيروس من خلال مورّدي المواد الغذائية وغيرهم من المتعاقدين الخارجيين.

وتفصّل الوثيقة المذكورة آليات الاستجابة لهذه الحالات.

باختصار، المطلوب من ذوي الطلبة تحضيرهم للعام الدراسي في جوّ من الإيجابية والثقة، والحرص على الإصغاء لمخاوفهم إن وجدت، وتشجيعهم على الالتزام بالإرشادات والإجراءات… والباقي كلّه في أيدي الدولة والمدارس، وهي أيد أمينة.