لقد حقَّقت دولة الإمارات العربية المتحدة إنجازات كبيرة في مجال الاستدامة، مما يدل على التزامها بتحقيق نمو اقتصادي متنوع ومسؤول وببناء بمستقبل أكثر خضرة لمواطنيها وسكّانها. فعلى مدى العقدين الماضيين، طورت سياسات واستراتيجيات وهيئات متعددة لقيادة العمل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة الوطنية والإقليمية والعالمية.
ومن أبرز إنجازاتها، الأجندة الخضراء 2030 التي تم إطلاقها بأهداف طموحة محورها تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز صداقة اقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة مع البيئة. وتشمل الأهداف الرئيسة ما يلي: اقتصاد المعرفة التنافسي؛ التنمية الاجتماعية ونوعية الحياة؛ البيئة المستدامة والموارد الطبيعية القيمة؛ الطاقة النظيفة والعمل المناخي؛ الحياة الخضراء والاستخدام المستدام للموارد.
وتهدف دولة الإمارات بحلول عام 2030 إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4 إلى 5 في المائة، وتعزيز الصادرات بنحو 24 إلى 25 مليار درهم، وخفض الانبعاثات إلى أقل من 100 كيلووات/ساعة.
وقد كانت الإمارات العربية المتحدة أيضًا في طليعة العمل المناخي من خلال مبادرات مثل مدينة مصدر وأسعار منتجي الطاقة الشمسية المستقلة المنخفضة (IPP) في دبي وأبو ظبي.
كما يمكن للدولة أيضًا أن تفخر بإنجازاتها الكبرى في مجال استدامة المياه، وهو أمر بالغ الأهمية بسبب مناخها الجاف وموارد المياه العذبة المحدودة. وقد نفذت البلاد العديد من الاستراتيجيات المبتكرة لمواجهة هذا التحدي مثل تحلية المياه؛ وإعادة استخدام المياه وإعادة تدويرها؛ والري بالتنقيط والزراعة الذكية؛ وتجميع مياه الأمطار، ومعايير المباني الخضراء، والتوعية بالحفاظ على المياه، وسواها من الخطوات الأساسية.
باختصار، يجمع النهج المتعدد الأوجه الذي تتبعه دولة الإمارات العربية المتحدة بين التكنولوجيا والسياسة والمشاركة المجتمعية لتحقيق الاستدامة في بيئة مليئة بالتحديات، ولكن هذه الأخيرة إنَّما تعزّز الإصرار على التقدم وتحقيق الأهداف مهما كانت الصعوبات.