ما سرُّ الشارقة؟ لا شكّ في أنّ هذا السؤال يتبادر إلى ذهن كلّ من يراقب نجاح الإمارة في التموضع كعاصمة ثقافية في المنطقة وكقوة صاعدة في عدد كبير من المجالات. في الواقع، تعكس الإنجازات الأخيرة التي حققتها الشارقة رؤيتها وطموحها في أن تكون قوة رائدة في المنطقة في مجالات رئيسة مثل التعليم والثقافة، وفي تعزيز قدرتها على تقديم خدمات وفرص عالمية المستوى لمواطنيها والمقيمين فيها.

فخلال السنوات القليلة الماضية، استثمرت بكثافة وذكاء في قطاعات مختلفة مثل البنية التحتية والتصنيع والتطوير العقاري والسياحة والتعليم والرعاية الصحية. كما أدخلت تدابير وحوافز عديدة لدعم الشركات المتضررة من جائحة “كوفيد-19”. بالإضافة إلى ذلك، اعتمدت ميزانية بقيمة 32.2 مليار درهم لعام 2023 تعطي الأولوية للإنفاق على البنية التحتية والمشاريع الرأسمالية والتنمية والتنويع الاقتصاديين. علماً أن الناتج المحلي الإجمالي لإمارة الشارقة نما بنسبة 5.2 في المائة في عام 2022، ليصل إلى 136.9 مليار درهم، فيما سجلت القطاعات غير النفطية زيادة بنسبة 5.2 في المائة، لتصل إلى إجمالي قدره 133.4 مليار درهم. وفي ذلك إشارة واضحة إلى نجاح استراتيجية التنويع الاقتصادي التي اعتمدتها الإمارة.

في المجال الثقافي، لا بد من التذكير أن الإمارة الفخورة بمتاحفها الثلاثين ومهرجاناتها السنوية المختلفة التي تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، قد سميت من قبل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة عاصمة الثقافة الإسلامية في عام 2014. علاوة على ذلك، سمتها اليونيسكو عاصمة عالمية للكتاب لعام 2019. هذا وتستضيف الشارقة العديد من الفعاليات والمهرجانات الثقافية، مثل معرض الشارقة الدولي للكتاب، وبينالي الشارقة، وأيام الشارقة التراثية، ومهرجان أضواء الشارقة. تزيد هذه المبادرات من جاذبية الشارقة السياحية وتعزز مكانتها كمجتمع معرفة بخاصة مع التقدم التعليمي والبحثي الذي تشهده. فعلى سبيل المثال، في الشارقة العديد من المؤسسات الأكاديمية المرموقة التي تقدم تعليمًا وبحثًا عاليي الجودة، مثل الجامعة الأمريكية في الشارقة وجامعة الشارقة.

خلاصة القول إن الشارقة تواصل تجسيد رؤيتها المتمثلة بالمساهمة في تنمية دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم. ومن شأن تصميمها أن يجعل الجميع متفائلين بمستقبلها المجيد.