الذكاء الاصطناعي هو قدرة الأجهزة على أداء المهام التي تتطلب عادةً مهارات بشرية، مثل الإدراك والاستدلال والتعلم واتخاذ القرار والإبداع. وقد تطوّر الذكاء الاصطناعي بسرعة في السنوات الأخيرة، بفضل توفُّر كميات كبيرة من البيانات، وأجهزة حوسبة قويّة، وخوارزميّات جديدة، مما أتاح تطبيقات مذهلة في مختلف المجالات، ولا سيما الرعاية الصحية والتعليم والترفيه والنقل والأمن.
إلا أن الذكاء الاصطناعي يطرح أيضًا تحديات ومخاطر كبيرة يجب معالجتها بعناية ومسؤولية. لذا صرح قال عمر سلطان العلماء، وزير الدولة الإماراتي للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بُعد – الذي أصبح أول وزير للذكاء الاصطناعي في العالم في عام 2017 – قائلاً إن دول العالم بحاجة ماسة إلى العمل معًا لمراقبة الذكاء الاصطناعي، لأن أي انحراف أو إساءة استخدام في أي بلد، قدر ترتب أثماناً على العالم بأسره. لذلك دعا إلى تحالف عالمي لتنظيم تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي، مقارناً الرقابة اللازمة بمراقبة انتشار الأسلحة النووية.
هذا ويثير الذكاء الاصطناعي العديد من الإشكاليات والتساؤلات أبرزها ما يلي:
• تأثيره على سوق العمل، إذ يعتبر بعض الخبراء بأنه سيخلق وظائف وفرصًا جديدة، بينما يحذر آخرون من أنه سيقلل من الطلب على العمالة البشرية.
• تخطيه الذكاء البشري، وهو ما يتوقع البعض الخبراء حدوثه في هذا القرن، محذرين من “انفجار ذكاء” ، حيث تقوم أنظمة الذكاء الاصطناعي بتحسين نفسها بشكل متكرر وتخلق ذكاءً خارقًا يتجاوز الفهم والتحكم البشريين.
• القضايا الأخلاقية والاجتماعية مثل العدالة والمساءلة والشفافية والخصوصية والسلامة والكرامة الإنسانية.
باختصار، يقدم الذكاء الاصطناعي فرصاً غير مسبوقة للبشرية، ودولة الإمارات العربية المتحدة في طليعة هذه التكنولوجيا الثورية، ولكن من المهم أيضًا تعزيز حوار بناء وشامل بين الباحثين وصناع السياسات والجمهور لضمان تطوير الذكاء الاصطناعي ونشره بطريقة تتماشى مع القيم والمصالح الإنسانية.