تتمتّع الجامعة الأمريكيّة في الشارقة، وهي إحدى أهمّ الجامعات في منطقة الشرق الأوسط، بسمعة طيّبة كواحدة من أكثر الجامعات استدامة واهتماماً بمسؤوليّتها البيئية والاجتماعية. لذا كان من الطبيعيّ والمتوقَّع أن تسهم بشكل مباشر في تحضيرات الدولة لاستضافة مؤتمر المناخ (“كوب 28”) الذي سينعقد في دبي من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر من العام الجاري. ومن شأن ذلك أن يسمح لمجتمع الجامعة، طلاّباً وأساتذة وإداريين وخريجين، بالمشاركة في نقاشات فائقة الأهمّية حول قضية المناخ والجهود الرامية إلى التصدي للنتائج السلبية المترتّبة على تغيره، من تصحّر وهجرات وتبدلات جذرية في الاقتصاد والمجتمع والنظم الزراعيّة وسياسة الغذاء والري والصحّة وغيرها.
لقد تمّ تصنيف الجامعة الأمريكية في الشارقة من قبل “جمعية النهوض بالاستدامة في التعليم العالي” (AASHE) كواحدة من أفضل خمس مؤسّسات في جميع أنحاء العالم من حيث المشاركة في الاستدامة، لعام 2022. فهي كانت السباقة في حظر استعمال الأدوات والحاويات البلاستيكية ذات الاستعمال الواحد، وقد وضعت، اعتباراً من عام 2021، خطتها للمناخ، كما أطلقت مبادرة تهدف لبلوغ صافي انبعاثات صفري في 2025.
يشكّل مؤتمر المناخ فرصة للجامعة لتثمين جهودها البيئية، ولا سيّما الأعمال البحثيّة المهمّة في مجال الاستدامة التي تقوم بها هيئتها التعليمية، ولا سيما في مجال الطاقة الهيدروجينيّة، واستخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة كفاءة الطاقة الشمسيّة، واستخدام أساليب البناء التقليدية للحدّ من الاعتماد على التكييف.
أجل، تستقطب التحضيرات لمؤتمر المناخ الكثير من الجهود الفرديّة والمؤسّسية في الإمارات، ومن شأنها أن تنشر الوعي المناخي عند أكبر شريحة ممكنة من المواطنين عبر القطاعات كافة، وأن تبرهن للعالم، مرّة أخرى، أنّ الإمارات في طليعة الدول المعنيّة بمستقبل البشريّة وبالتصدّي للتحدّيات الكبرى.