تدرك دولة الإمارات العربية المتحدة أن أساس المجتمع المزدهر يكمن في التنمية الشاملة لأصغر مواطنيها، ويلعب التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة (ECE) دورًا محوريًا في تشكيل الأجيال القادمة وتعزيز الإبداع والمرونة وحب التعلم مدى الحياة.ة لذلك تولي الدولة أهمية قصوى لرعاية الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 إلى 8 سنوات، فتتعاون الجهات الاتحادية مثل وزارة الداخلية، ووزارة تنمية المجتمع، ووزارة التعليم، ووزارة الصحة لحماية حقوق الأطفال ورفاههم.

وفي عام 2022 تم إنشاء الهيئة الاتحادية لتعليم الطفولة المبكرة. يركز هذا الكيان المتخصص على التنمية الشاملة للطفل منذ الولادة وحتى الصف الرابع. ويقوم بصياغة السياسات والاستراتيجيات والتشريعات لتلبية احتياجات التعليم المبكر.

وفيما يتعلق بمرافق رعاية الأطفال، تضم دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر من 120 مركزاً مسجلاً لتعليم الطفولة المبكرة في دبي وحدها. تلبي هذه المراكز احتياجات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 إلى 4 سنوات. أما الترخيص وضمان الجودة فيقعان على عاتق وزارة التربية والتعليم، حيث تلزم دور الحضانة باللوائح التي تضمن توفير بيئات آمنة ومحفزة تعزز التنمية البدنية والفكرية والعاطفية والاجتماعية.

ولضمان التحسين المستمر لنظامها البيئي التعليمي، تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة برنامج بكالوريوس التربية في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة. وهو يزود الطامحين إلى امتهان التعليم بالمعرفة والمهارات والتصرفات اللازمة في مرحلة الطفولة المبكرة.

وتحتفل برامج تعليم الطفولة المبكرة في دولة الإمارات العربية المتحدة بالتنوع وتؤكد على الحساسية الثقافية والشمول، وتحتضن الفروق الثقافية واللغات والتقاليد لضمان أن الأطفال من جميع القدرات يتعلمون جنبًا إلى جنب، مما يعزز التعاطف والتفاهم.

كما تتضمن هذه البرامج الوالدين كشركاء. إذ تعمل ورش العمل وجلسات الأبوة والأمومة وبرامج دعم الأسرة على تمكين أولياء الأطفال من المشاركة بنشاط في تنمية أطفالهم لأن التعاون بين المنزل والمدرسة يعزز نمو الطفل بشكل عام.

علاوة على ذلك، تتبنى دولة الإمارات التكنولوجيا كأداة تعليمية. تعمل التطبيقات التفاعلية والموارد الرقمية واللوحات الذكية على تحسين تجارب التعلم، لكن المعلمين يوازنون بين وقت الشاشة واللعب النشط والتفاعلات الاجتماعية.

باختصار، يعكس التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بالتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة رؤيتها لمجتمع مزدهر، فبالاستثمار في أصغر المتعلمين، تعدُّ مستقبلاً أكثر إشراقًا للأجيال القادمة.