اخبار

الإمارات في صدارة القوى الناعمة

لم يعد مفهوم قوة الدولة في عصرنا على ما كان عليه في القرون الماضية. فهي لا تقاس حصرا ًبالقدرة على شنِّ الحروب وفرض العقوبات، بل بالأحرى بالقدرة على بلوغ الأهداف المرجوة من دون اللجوء إلى العنف وسواه من العناصر السلبية التي قد تزيد هيبة الدولة أو قدرتها الردعية لكنها لا تجعلها بالضرورة محبوبة ومحترمة. من هنا كان مفهوم القوة الناعمة التي تستخدم الجذب الإيجابي والإقناع لتحقيق أهداف السياسة الخارجية. وهي تقضي بتجنب أدوات السياسة الخارجية التقليدية المتمثلة في “الجزرة والعصا”، وتسعى بدلاً من ذلك إلى تحقيق التأثير من خلال بناء الشبكات، وإيصال السرديات المقنعة، ووضع القواعد الدولية، والابتكار في استخدام الموارد التي تجعل بلدًا ما جذابًا بشكل طبيعي.

ترتكز القوة الناعمة، بحسب منظرها الأول، جوزف ناي، على أبعاد ثلاثة هي القيم السياسية، والثقافة، والسياسة الخارجية، ويستدل عليها من خلال عناصر كثيرة.

ومؤخراً سجلت الإمارات العربية المتحدة تقدماً بارزاً في هذا المجال، فتقدمت خمس مراكز في تصنيف “Brand Finance” لتحتل المرتبة العاشرة عالمياً والأولى في الشرق الأوسط، فوصفتها الشركة المسؤولة عن التصنيف بأنها “نجمة الموسم”. وقد تميزت الإمارات بنفوذها في الدوائر الدبلوماسية العالمية، وبالإشعاع الذي وسم تنظيمها لإكسبو دبي، وبـ”كرمها” الموصوف واستعدادها للمشاركة بسخاء في كل الحملات والمبادرات الإنسانية والبيئية، وبسرعة استجابتها لجائحة “كوفيد-19”. كما أشار مراقبون إلى عناصر أخرى منها مشروع مسبار الأمل وفوز الدولة باستضافة قمة المناخ “كوب 28”.

باختصار، تستمر دولتنا بالتقدم على المستويات كافة، ويبدو أن العالم بأسره يحتفل بذلك ويثمنه إذ ينظر إلى دولتنا على أنها “نجمة” بين الدول، تشع ثقافة وإنسانية وابتكاراً. تلك هي قوتنا الناعمة التي تفتح أمامنا أبواب المستحيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *