يعدّ الهيدروجين الأخضر مصدراً واعداً للطاقة البديلة النظيفة، ويتمّ انتاجه بكهرلة المياه بواسطة كهرباء متأتية من مصادر متجددة كالطاقة الشمسية أو طاقة الرياح. هكذا تكون عملية إنتاج هذا الوقود النظيف نظيفة بدورها، أي قليلة انبعاثات غازات الدفيئة والأثر على البيئة. وفي سياق تشجيعها للانتقال الطاقوي وللمبادرات الرامية إلى توسيع نطاق الطاقة البديلة على أنواعها، تشارك الإمارات العربية المتحدة إلى جانب كلّ من مصر وموريتانيا في مشروع بالغ الأهمية تقدر قيمته بـ34 مليار دولار.
يقضي المشروع بأن تقوم شركة “كونجكتا” الألمانية ببناء مصنع هيدروجين أخضر في شمال شرق العاصمة الموريتانية نواكشوط، وستبلغ طاقته 10 جيجاوات، أي ما يعادل 8 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا. على أن تنتج المنشأة أيضًا الأمونيا والوقود النباتي، مثل وقود الطائرات المستدام، وجميع هذه المنتجات الطاقوية ستكون معدة للتصدير.
وتجدر الإشارة هنا أن “مصدر”، المملوكة لصندوق الثروة السيادية الإماراتي “مبادلة”، والتي تمثل الإمارات في هذا المشروع، مهتمة إلى أبعد الحدود بتطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر في القارة الأفريقية. فقد أصدرت في “قمة المناخ” التي انعقدت في نوفمبر من العام الماضي، تقريرًا عن إمكانات الهيدروجين الأخضر في إفريقيا. إذ يعد إنتاج الطاقة الشمسية والريحية في القارة أمراً سهلاً نسبياً من حيث توفر الظروف المناخية والمساحات المناسبة، إلّا أن ضعف التنمية المحلية والحاجات الطاقوية غير الملباة قد تؤثر سلباً على إيقاع إسهام القارة في تغيير قواعد اللعبة الطاقوية على صعيد العالم. من هنا أهمية أن تترافق المشاريع الخاصة بإنتاج الطاقة مع جهود جدية لدفع عجلة التنمية في الدول الأفريقية.
من المتوقع أن يتم تشغيل المرحلة الأولى من المحطة بحلول عام 2028، وأن تلعب عند اكتمالها دوراً مهمًا في سياق جهود الإمارات المناخية والتزامها بالتنمية وببناء المستقبل ليس على أراضيها وحسب بل على امتداد العالم أجمع.