تعد الإمارات العربية المتحدة واحة من واحات دول مجلس التعاون الخليجي. ذلك وإذ رأى القيمون على إدارة التقييم الاستراتيجي خيارات تحسين الاحتياطي المائي في الدولة، قرروا الإنتقال بالإمارات من واحة فكرية وحضارية تقدمية في المنطقة الى واحة فعلية كاملة الأوصاف. فما هو برنامج الإستمطار في الإمارات العربية المتحدة؟
لدى دولة الإمارات العربية المتحدة حالياً ما يفوق الخمسين محطة أرصاد جوية أوتوماتيكية، متصلة بالشبكة وموزعة في جميع أنحاء الدولة، وسبع محطات لمراقبة جودة الهواء، وشبكة رادارات دوبلر متطورة للطقس مؤلفة من خمس رادارت ثابتة ورادار مؤلّل متنقّل، وست طائرات لعمليات التلقيح السحابي. في الوقت الحاضر، تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة في غالب الأحيان بالتلقيح بجزيئات الملح في الجبال الشرقية على الحدود مع سلطنة عمان لرفع نسبة مستويات آبار المياه الجوفية والخزانات الصناعية.
تستخدم حكومة الإمارات العربية المتحدة استراتيجية استمطار السحب عبر التلقيح لمواجهة تحديات المياه على أراضيها. وسعيا وراء تنفيذ المهمة الاستراتيجية، سخّرت أحدث التقنيات المتاحة عالمياً.
في الواقع، بدأت عمليات تلقيح السحب للمرة الأولى في الإمارات عام 2010 كمشروع للمركز الوطني للأرصاد، بهدف استمطار مطر صناعي.
اطلق المشروع يومها بكلفة تقدر بأكثر من عشرة ملايين دولار. تنفيذا للمشروع المتكامل والمتواصل، تم، عام 2014، إرسال ما مجموعه 187 مهمة لتلقيح السحب في الإمارات العربية المتحدة، حيث استغرقت كل طائرة حوالي ثلاث ساعات لاستهداف خمس إلى ست غيوم بتكلفة 3000 دولار لكل عملية.
تسعى الإمارات العربية المتحدة الى تقديم نموذج جميل للعالم تحت عناوين جمة أهمها جعل المستحيل واقعا. لذا تقوم بتلقيح السحب لاستمطارها ولتحسين منسوب المتساقطات وبالتالي فرص التخزين للمياه صناعياً أو جوفياً. كعادتها، وكما سرى التقليد، تتصدر الإمارات العربية المتحدة لوائح التقدم التكنولوجي في المنطقة، وتسخّر هذا التقدم للأغراض المفيدة للمواطن الإماراتي من حيث الأمان والرفاهية.