في عالم يحتدم فيه التعصب، قررت أبو ظبي أن تضيء شعلة الأمل وتنشئ بيتاً للأخوة الإنسانية، فأعلنت عن قرارها في اللجنة العليا للأخوة الإنسانية في نيويورك في العام 2019، وافتتحت “بيت العائلة الإبراهيمية” في جزيرة السعديات في عام 2023. يمثل هذا المعلم الثقافي، الذي يضم كنيسًا وكنيسة ومسجدًا، رمزًا للتعايش السلمي والاحترام المتبادل بين الديانات الإبراهيمية الثلاثة: اليهودية والمسيحية والإسلام، وقد استلهم وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها البابا فرنسيس نيابة عن الكنيسة الكاثوليكية وأحمد الطيب نيابة عن الأزهر، في أبو ظبي عام 2019.
يجسد المجمع القيم المشتركة لليهودية والمسيحية والإسلام من خلال هياكله الثلاثة الرئيسة: مسجد الإمام الطيب وكنيسة القديس فرنسيس وكنيس موسى بن ميمون. وبالإضافة إلى أماكن العبادة هذه، يضم الموقع أيضًا مركزاً ثقافياً يهدف إلى تعزيز الأخوة الإنسانية والتضامن داخل مجتمع يقدّر الاحترام المتبادل والتعايش السلمي مع الحفاظ على الطابع الفريد لكل دين.
يعتبر بيت العائلة الإبراهيمية أكثر من مجرد هيكل مادي. إنه رمز للأمل والوحدة. إنه يمثل رؤية أبو ظبي للأخوة الإنسانية وحرصها على بث ثقافة التعايش واحترام الاختلاف في نسيج الإمارات الاجتماعي المتنوع وفي العالم أجمع. إنه مكان يمكن للناس من مختلف الأديان أن يجتمعوا فيه للتعلم بعضهم من بعض، ومشاركة قصصهم، وبناء جسور التفاهم من أجل عالم أفضل للجميع.
بيت العائلة الإبراهيمية هو بمثابة تذكير بأنه على الرغم من اختلافاتنا، فنحن جميعًا جزء من عائلة بشرية واحدة، وعلينا أن نعمل على بناء عالم يسوده السلام والمحبة والوئام.